عندما ينفرد الإنسان بذاته ، وفى وحدته ، ويكون محاطاً بمشاعر الحزن والألم ، وتطغي على تفكيره كثير من أحاسيس الأسى واليأس ، ذلك لأن الإحساس بالوحدة شىء صعب ، كثير من الناس يسيطر عليهم مثل هذا الإحساس ويتملكهم ، ويتحكم بهم ، حتى يكاد يصل بهم إلي حدّ الجنون ، أوالشرود وأحلام اليقظة ،لا أستطيع ولو لثانية واحدة التفكير في كوني وحيداً ، بدون حبيب بجانبي ، يسامرني وأسامره ، فلا أحد يتملكه هذا الشعور إلاّ مَن حُرم نعمة الأليف ، وكم هي معاناتي في الافتقار إلى تلك النعمة .
أسمعها فى قصص أصدقائي ، ويُحكَى بها في قصص العاشقين ، أوأشاهدها في أحلامي - أحلامي التى لا تكاد تنتهى ، بل تأخذني إلي عالم ليس بعالمي ، وليس لي فيه مكان ، فهل من الممكن التنفس والصعود إلى قمته ، وكفّ حزني واشتياقي لها ، وأقول لنفسي وهي تحاورني ، هل أنت قادرة على خوض التجربة ؟!
فقبل أن أخوضها أعلم أني منهزم ، كما انهزم قبلي آخرون ، فهي معركة محسومة قبلاً ، أقول لها ارجعي ولا تتقدمي وابقَيْ مكانك وتذكري ماذا حدث للعاشقين .
إنّ أعداد ضحايا الحب تكاد تخفى ضوء الشمس من كثرتها فتجيبني : - كيف تحيا أيها الإنسان ، ومشاعرك حبيسة مقيدة بالأغلال ؟
أطلق لي العنان ودعني أسبح في عالم يملأه الحنين ، مازلت فى صراع بين عقلي ، الذى يتخذ موقفاً بعيداً عن ساحة العشق ، وبين قلبي الذى يختار أن يدعَ كل ما بداخله من خوف ، وأنْ يخوضَ التجربة ، باحثاً عن الأمان مع حبيبه الذي يبحث عنه ......